الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة ونحن على أبواب رمضان: الفنان لطفي الدزيري في الذاكرة

نشر في  22 ماي 2016  (20:37)

بقلم منير فلاح

صورة وحكاية...
رمضان على الأبواب وسوف نفتقد هذا الوجه الذي أحبّه جمهور النظّارة في السّنوات الأخيرة لكنّ الموت غيّبه وحرمنا من إطلالته...
اليوم باش نحكي على لطفي الدّزيري اللّه يرحمو إلّي كان ضحيّة البوليس الثّقافي في منتصف التّسعينات من القرن الماضي...
الفضيحة وقعت سنة 1995 في عز ليالي رمضان وين انتشر البوليس السّياسي في كامل الفضاءات الثّقافية لمتابعة العروض والتثبّت من خلوّها من اي نقد او ثلب للعايلة الحاكمة و اتّباعها...

البداية كانت من وشاية و تقرير قام به بوليس ثقافي من المتابعين للساحة المسرحية... بعد عرض المرحوم لطفي الدزيري للوان مان شو متاعو في اطار افتتاح سلسلة عروضه بدار بير الاحجار ضمن فعاليات مهرجان المدينة... قام صاحبنا بكتابة تقريره ملاحظا أن لطفي الدزيري يتهكّم على أصهار الرئيس...

في المسرحية لطفي عندو مقطع يقول فيه كان عندي صديق مهندس قرا معايا الملايكة متاعو رزينة ونكرهو في الدّم اسمو سي الطرابلسي...

قامت القيامة ووصلت المسالة لوزير الداخلية ووزير الثقافة وتكفل شيخ المدينة بالتدخّل لتغيير النّص.. طلب من سي مختار الرصاع اقناع لطفي الدزيري بحذف المقطع فاعتذر قائلا انا لا اتدخل في شؤون المبدع ولا اسمح لنفسي ان احد من حريّته... فتطوّع احد اعضاء الهيئة باقناع الممثل لطفي الدزيري الذي ضحك قائلا علاه مشاوا لبعيد انا نحكي على واحد قرا معايا بالحق واسمو الطرابلسي... ووافق على تغيير الاسم في العروض القادمة...

وحكى لي سي المختار ان شيخ المدينة سي بوليمان حرص على حضور العرض حتى جاء المقطع وقال لطفي الدزيري "فصلها كان عندي واحد صاحبي ما ارزنش من ملايكتو اسمو سي القربصلي.." فانطلق شيخ المدينة في تصفيق هستيري استرعى اهتمام الحاضرين لانه كان الوحيد الذي يصفق في القاعة... الراجل من الكبسة طرشق...

في تلك الفترة كنا بدار الثّقافة ابن خلدون نقدم سلسلة لعرض العارم من اخراج صديقي نورالدين الورغي و تمثيل ناجية الورغي و كان البوليس يحضر العرض كل ليلة حسب التعليمات لمتابعة النص... وذكر لي نورالدين الورغي ايامها ساخرا كان جاووا ها الكوازي يفهموا المسرح راهم منعوا العرض وحشاونا في الحبس... موش منهم من القوادة البهايم متاع الثّقافة إلّي يعمّروا فيهم...

الصورة للمبدع لطفي الدزيري الله يرحو وينعمو